أعرب وزيرا المالية الكوري الجنوبي والياباني عن مخاوف جدية بشأن الضعف الحاد للعملتين الكورية واليابانية مقابل الدولار، وقالا إنه يمكنهما اتخاذ الخطوات المناسبة للحد من تقلبات السوق وسط تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، حسبما ذكرت وزارة المالية في سيول يوم الأربعاء.
وجاءت المباحثات بين وزير المالية الكوري الجنوبي تشوي سانغ-موك ونظيره الياباني شونيتشي سوزوكي خلال اجتماعهما في واشنطن مساء الثلاثاء، وفقاً لما نقلته وكالة يونهاب للأنباء عن وزارة الاقتصاد والمالية.
ومن جانبه، رفض المتحدث باسم الحكومة اليابانية يوشيماسا هاياشي التعليق على تفاصيل سياسات العملة، مشدداً على أن التحركات السريعة للعملة «غير مرغوب فيها» وأنه من المهم أن تتحرك أسعار الصرف بشكل مستقر بما يعكس الأساسيات. وقال في مؤتمر صحافي إن «الحكومة ستراقب من كثب تحركات الصرف الأجنبي وستتخذ جميع الإجراءات الممكنة».
وبشكل منفصل، قال محافظ بنك كوريا ري تشانغ يونغ في مقابلة مع «سي إن بي سي» في واشنطن إن البنك المركزي مستعد لنشر إجراءات لتهدئة السوق حيث إن تحركات العملة الأخيرة كانت مفرطة بعض الشيء.
وكان من المقرر أن يعقد زعماء مالية كوريا الجنوبية واليابان والولايات المتحدة اجتماعهم الثلاثي الأول في واشنطن يوم الأربعاء، على هامش اجتماعات صندوق النقد الدولي ومجموعة العشرين هذا الأسبوع.
وأدى تراجع التوقعات بتخفيض أسعار الفائدة الأميركية على المدى القريب إلى دفع الدولار للارتفاع مقابل العديد من العملات بما في ذلك الوون والين.
ونمت التقلبات في سوق الصرف الأجنبي مؤخراً بعد أن شنت إيران هجوماً بطائرات مسيرة وصواريخ ضد إسرائيل خلال عطلة نهاية الأسبوع رداً على هجوم إسرائيلي مشتبه به على مبنى ملحق بالسفارة الإيرانية في دمشق. وتزايدت المخاوف بشأن صراع أوسع نطاقاً في الشرق الأوسط، على الرغم من أن المجتمع الدولي دعا إسرائيل إلى ضبط النفس.
وبلغ سعر العملة اليابانية 154.60 ين للدولار في آسيا يوم الأربعاء، بعد أن سجلت أدنى مستوى لها منذ 34 عاماً يوم الثلاثاء. وانخفض سعر الوون الكوري مقابل الدولار إلى المستوى الذي تتم مراقبته من كثب وهو 1400 وون خلال التداول اليومي للمرة الأولى منذ عام 2022، قبل أن ينتهي عند مستوى منخفض جديد لعام 2024 عند 1394.50 وون.
والأسواق في حالة تأهب لاحتمال تدخل السلطات اليابانية لشراء الين، على الرغم من انقسام المحللين حول احتمالية اتخاذ إجراء مع اقتراب الدولار من مستوى 155 يناً المهم نفسياً.
وقال تورو سوهيرو كبير الاقتصاديين في دايوا سيكيوريتيز: «قد يكون هناك تدخل إذا تجاوز الدولار 155 يناً، لكن التأثير سيكون قصير الأجل ومحدوداً».
وتعمل العملة الضعيفة على تعزيز الصادرات، ولكنها تضغط على الأسر وتجار التجزئة من خلال رفع تكلفة المواد الخام والواردات الغذائية.