أخبار
خلف الكاميرا: نظرة خاصة على حياة المخرج الياباني الكبير أوزو ياسوجيرو بعيون عائلته!
وُلد المخرج الياباني الشهير ياسوجيرو أوزو في العاصمة اليابانية طوكيو في 12 ديسمبر/ كانون الأول 1903، حيث نشأ في بيئة عائلية مليئة بالمحبة والقيم. عمله السينمائي المبتكر والجريء أثّر بشكل كبير في تاريخ السينما اليابانية والثقافة الشعبية. تميزت أفلام أوزو بقدرتها على استكشاف الجوانب الإنسانية والاجتماعية بشكل عميق، وقدمت صورًا مميزة لليابان في مراحل مختلفة من التطور الاجتماعي. كان لديه رؤية فنية فريدة ولعب دورًا هامًا في إثراء السينما بتقنيات وتصوير مبتكر. كانت أفلامه تعكس قيم الحياة اليومية وتعبر عن النزاهة والإنسانية، ما جعلها مصدر إلهام للعديد من الأجيال السينمائية اللاحقة في اليابان وحول العالم. رغم أنه كان عازبًا طوال حياته، إلا أن أوزو كان يتمتع بعلاقات قوية مع أفراد عائلته وخصوصًا مع أبناء أشقاءه، حيث كانت تلك العلاقات تعكس قيم الأخوة والتقدير المتبادل.
اليوم، وبعد مرور 120 عامًا على ولادته و60 عامًا على رحيله، أن نلقي نظرة مفصلة على حياته الشخصية والمهنية. المقابلات مع أفراد عائلته تفتح نوافذ جديدة على جوانب مجهولة من شخصيته وتسلط الضوء على ما كان وراء إبداعاته السينمائية.
يكشف لنا ناغاي هيدييوكي، وهو الآن في الثمانينيات من عمره، الحياة اليومية للمخرج الشهير – خاله- متجاوزًا شهرته الفنية. كان أوزو ياسوجيرو بمثابة الأب والرجل المحبوب في عائلته، وفضلاً عن شهرته الفنية، استطاع أيضًا تقديم لمحة عميقة عن اليابان في عصره من خلال أعماله السينمائية. بالنسبة لأكيكو أوزو، تتذكر ذكرياتها الأولى مع عمها. هذه الذكريات تأخذنا في رحلة إلى فترة شووا النابضة بالحياة (1926-1989)، فتلك الفترة كانت مليئة بالتحولات في تاريخ اليابان وعالم الفن السينمائي.
ولد قبل 120 عامًا
وُلد أوزو ياسوجيرو، المخرج السينمائي البارز في 12 ديسمبر/كانون الأول عام 1903، في حي تسكنه الطبقة العاملة في طوكيو، على ضفاف نهر فوكاغاوا. كان الثاني من بين خمسة أشقاء. قضى أوزو طفولته في العاصمة اليابانية مع والدته أسائي وأخيه الأكبر شينئيتشي، بينما كان والده تورانوسوكى مسؤولًا عن بيع منتج مطلوب بشدة في ذلك الوقت، وهو دقيق السردين الذي كان يستخدم كسماد للحقول، خاصة لزراعة القطن.
في عام 1913، انتقلت العائلة إلى ماتسوساكا، مسقط رأس والده في محافظة ميئ، حيث أكمل أوزو دراسته، وتفرغ لممارسة رياضة الجودو وفنون الرسم. كان يتسلل إلى دور السينما للاستمتاع بالأفلام الأمريكية الصامتة خلال مراهقته. بعد التخرج من المرحلة الثانوية، تجاوز رغبات والده في الالتحاق بالجامعة وعمل كمدرس بديل في مدرسة ريفية. في نهاية المطاف، في عام 1923، عاد إلى طوكيو وقرر تجربة حظه في صناعة السينما.
على الرغم من عدم ولادته في أسرة فنية، إلا أن ابن أخته ناغاي هيدييوكي يعتقد أن ولادته جاءت في الوقت المناسب وأن اختياره لهذه المهنة كان نتيجة للعصر الذي عاش فيه. ومع ذلك، كانت حياته مليئة بالتحديات. حاول بجدية أن يكون كاتب سيناريو، ولكن واجه صعوبات كبيرة في ذلك الطريق واضطر في النهاية إلى العمل كمشغل كاميرا في استوديو سوتشيكو. يصرح ناغاي: ”كان يبذل جهدًا كبيرًا في عمله“. وبالفعل، أسفرت جهوده عن إنتاج أكثر من 50 فيلمًا، بدءًا من أول فيلم صامت له ”زانغى نو يائيبا“ (سيف الندم، عام 1927) وصولاً إلى آخر أعماله الملونة ”سانما نو أغي“ (ظهيرة يوم خريفي، عام 1962).