أخبار
الاحتماء من المطر
كان الشاعر سوغي (1421–1502) يكتب قصائد من شعر رينغا ذي الأبيات المترابطة، والذي تطور منه لاحقا شعر الهايكو. عاش سوغي في فترة حرب وغادر كيوتو قاصدا قادة الساموراي الذين كتب لهم قصائد من شعر رينغا. ومن المعتقد أنه كتب قصيدة الهكّو هذه (أول قصيدة في سلسلة قصائد رينغا) وهو في أواخر الأربعينات من عمره فيما يعرف الآن بمحافظة ناغانو، حيث لجأ إليها هربا من حرب أونين التي اندلعت في شتاء عام 1467.
تحمل كلمة ”فورو“ معنيين مختلفين فهي تعبر عن ”انقضاء“ سنوات في حياة سوغي وتعبر أيضا عن ”هطول“ المطر. يمكن تفسير المعنى الظاهري للقصيدة على النحو التالي: ”تقدمت في العمر إلا أنني ما زلت أرتحل تحت زخات المطر الباردة، وأحط رحالي هنا وهناك“. ولكن عندما نعتبر كلمة ”سارا ني“ تعبيرا عن التوكيد فمن الممكن تفسير القصيدة بطريقة أخرى. فعندما يتوقف المطر بنفس السرعة التي بدأ بها بالهطول، فيمكن للقارئ فهم القصيدة كمايلي: ”قضيت سنوات طويلة في هذا العالم، ولكنها بدت وكأنني احتميت من المطر لبرهة“. وبعبارة أخرى، ترمز هذه القصيدة إلى قصر الحياة.
إن فكرة المقارنة بين الحياة والمطر الشتوي مستمدة في الأصل من قصيدة من شعر واكا كتبها نيجوين نو سانوكي الذي نشط في القرنين الثاني عشر والثالث عشر: يو ني فورو وا/ كوروشيكي مونو أو/ ماكي نو يا ني/ ياسوكو مو سوغورو/هاتسوشيغوري كانا (العيش في الـ/ عالم مؤلمٌ ولكن/ أول زخة مطر شتوية/ تمر بسهولة كبيرة/ فوق منزلي المصنوع من خشب الصنوبر). أشار سوغي إلى هذه القصيدة عندما اعتبر المطر الشتوي كناية عن طبيعة الحياة التي تنقضي بسرعة، ومع استخدامه كلمة يادوري (احتماء) فإنه يضفي صورة للحياة بأنها رحلة قصيرة.
(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية، الترجمة من الإنكليزية. صورة العنوان: © بيكستا)