قام هيديو يامادا، رئيس مكتب الادعاء العام في محافظة شيزوؤكا، بتقديم اعتذار شخصي لإيواو هاكاماتا، الذي تم تبرئته مؤخرًا في إعادة محاكمة بعد عقود من إدانته ظلماً بقتل أربعة أفراد في عام 1966. في خطوة مفاجئة، زار يامادا منزل هاكاماتا في مدينة هاماماتسو، حيث قال له: ”نحن آسفون جدًا لأن وضعك القانوني كان غير مستقر لفترة طويلة من الزمن وأنك عشت في محنة لا توصف“. كما أضاف: ”طالما تم قبول البراءة وقررنا عدم الاستئناف، فلن نقول إنك مجرم ولن نعتبرك كذلك“.
يُذكر أن هاكاماتا، الذي يبلغ من العمر 88 عامًا، قضى نحو 48 عامًا في السجن، منها 34 عامًا في زنازين مخصصة للإعدام، قبل أن يتم تبرئته من التهم التي كانت تستند إلى اعترافات مشكوك فيها، اعتُبرت لاحقًا أنها تمت تحت الضغط. في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، حكمت محكمة محافظة شيزوؤكا بأن الأدلة التي كانت تدين هاكاماتا كانت ملفقة من قبل سلطات التحقيق في السبعينيات.
في المقابل، عبرت شقيقة هاكاماتا، هيديكو، البالغة من العمر 91 عامًا، عن مشاعر الفرح والارتياح قائلة: ”ليس لدينا أي نية لفتح أي نقاش مع الادعاء في الوقت الحالي. نحن سعيدون للغاية بتأكيد براءته أخيرًا“.
وتُعد هذه اللحظة انتصارًا طويل الأمد لأسرة هاكاماتا بعد عقود من الظلم، خاصة وأن محكمة محافظة شيزوؤكا قد حكمت عليه بالإعدام في عام 1968، ليقضي أكثر من 45 عامًا في انتظار تنفيذ الحكم، رغم براءته التامة من الجريمة.
في مارس/آذار 2014، سمحت محكمة شيزوكا بإعادة محاكمة هاكاماتا بعد ظهور أدلة الحمض النووي التي شككت في صحة إدانته. واستند قرار فتح إعادة المحاكمة إلى أكثر من 600 قطعة من الأدلة التي قوضت شرعية الأدلة السابقة، بما في ذلك ”الاعتراف“ القسري الذي كان قد تم الحصول عليه تحت الضغط، وهو ما ساهم في إلغاء حكم الإدانة الأول.
وفي يونيو/ حزيران 2018، ألغت محكمة طوكيو العليا قرار المحكمة الأدنى التي رفضت إعادة محاكمة هاكاماتا بعد استئناف من المدعين العامين. ورغم هذا التطور، واصل المدعون العامون دعمهم للإدانة وطلبوا استمرار حكم الإعدام في محكمة الاستئناف.
وفي إعادة المحاكمة، أصدرت محكمة دائرة شيزؤوكا حكما بالبراءة في 26 سبتمبر/أيلول. وأعلنت النيابة العامة العليا قرارها بعدم الاستئناف في 8 أكتوبر/تشرين الأول، وتنازلت النيابة العامة لدائرة شيزؤوكا عن حقها في استئناف تبرئة هاكامادا في اليوم التالي.