أخبار
وزيرة خارجية اليابان تؤدي «زيارة دعم» إلى أوكرانيا
وصلت وزيرة الخارجية اليابانية يوكو كاميكاوا الأحد إلى كييف في زيارة تهدف إلى التعبير عن «عزم» بلادها مواصلة دعم أوكرانيا في مواجهة روسيا، بعد حوالي عامين على بدء الحرب. وتزامناً مع ذلك، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه يمكن هزيمة الهجوم الروسي على أوكرانيا، فيما وجّه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحكومة بتقديم الدعم والمساعدة لأسر الجنود القتلى خلال المواجهات مع الجيش الأوكراني.
والتقت وزيرة الخارجية اليابانية كاميكاوا، وهي أول مسؤولة أجنبية كبيرة تزور أوكرانيا العام الحالي، بنظيرها دميترو كوليبا بعد أن زارت بوتشا ومدينة إربين اللتين شهدتا قتالاً عنيفاً. وقالت الوزيرة اليابانية خلال مؤتمر صحافي مشترك عُقد في ملجأ للاحتماء من الغارات الجوية بوصفه إجراء أمنيا إن «اليابان عازمة على دعم أوكرانيا حتى يعود السلام إلى هذا البلد». وأضافت «بناء على نتائج زيارتي، ستواصل اليابان تعزيز التعاون مع أوكرانيا». وأشارت بشكل خاص إلى أن طوكيو خصصت 37 مليون دولار لتزويد أوكرانيا بنظام لرصد المسيّرات.
وشنّت روسيا غزوا واسع النطاق على أوكرانيا في فبراير (شباط) 2022، فيما وصفته كييف وحلفاؤها الغربيون بأنه استيلاء على الأراضي من دون استفزاز. وبعد قرابة عامين على بدء الحرب التي أودت بحياة الآلاف وشردت الملايين، تحولت إلى غارات جوية متزايدة يشنها كل طرف على أراضي الآخر وسط محاولات لتحقيق مكاسب كبيرة على خط المواجهة.
وأكد كوليبا أنه أبلغ نظيرته بأن أوكرانيا لا تحتاج فقط إلى مقاتلات من طراز «إف 16»، بل إلى أنظمة دفاع جديدة مضادة للطائرات أيضاً لمواجهة الضربات الروسية. وأوضح أن «كل يوم، يتم تدمير المدن الأوكرانية بالصواريخ والمسيّرات الروسية. لا يمكنهم السيطرة علينا، لذلك يحاولون تدميرنا. لن ينجحوا في ذلك».
كما ناقش الوزيران «التهديدات» المرتبطة بكوريا الشمالية المتهمة بتزويد موسكو بالأسلحة والذخائر، بحسب كوليبا. وقبل هذا اللقاء زارت الوزيرة اليابانية بوتشا قرب العاصمة الأوكرانية كييف، حيث عُثر على جثث مدنيين بعد انسحاب القوات الروسية في 2022، ومدينة إربين التي شهدت قتالاً عنيفاً. وقالت: «لقد زرت بوتشا وشاهدت آثار العدوان الروسي التي لا تزال ماثلة، وصُدمت بما رأيته».
وتشكّل المحطة الأوكرانية غير المعلنة مسبقا، تعديلا في جدول أعمال الوزيرة التي كان من المقرر أن تقوم اعتبارا من الجمعة، بجولة خارجية على مدى أسبوعين تشمل بولندا وفنلندا والسويد وهولندا والولايات المتحدة وكندا وألمانيا وتركيا. وتستضيف طوكيو مؤتمراً لإعادة البناء الاقتصادي في أوكرانيا في فبراير (شباط) المقبل. ووقفت اليابان إلى جانب أوكرانيا منذ بدء الغزو الروسي لأراضي كييف في فبراير 2022، وعززت العقوبات الغربية المفروضة على موسكو بما يشمل فرض قيود على الصادرات وتجميد أصول.
في غضون ذلك، ذكر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه يمكن هزيمة الهجوم الروسي على أوكرانيا، مضيفا أن الوضع في ساحة القتال في الوقت الراهن لا يزال مستقرا بشكل نسبي. وقال خلال مؤتمر في السويد عبر رابط فيديو «حتى روسيا يمكن إعادتها للالتزام بالقانون الدولي. يمكن هزيمة عدوانها».
وأضاف زيلينسكي أن الحرب في أوكرانيا لفتت الانتباه إلى أن أوروبا يجب أن تطور الإنتاج المشترك للأسلحة لضمان قدرة القارة على «المحافظة على نفسها» في ظل أي ظرف عالمي قد يطرأ. وتابع أن «هذه الحرب الدائرة منذ عامين أثبتت أن أوروبا بحاجة إلى ترسانة خاصة بها كافية للدفاع عن الحرية، وأنها بحاجة أيضا إلى قدرات خاصة بها لضمان الدفاع».
من جانبه، تعهد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عشية عيد الميلاد عند الأرثوذكس بدعم الجنود الذين «يحملون السلاح» مدافعين عن مصالح روسيا، وأمر الحكومة بتقديم دعم أكبر لهؤلاء المقاتلين، داعيا الشعب أيضا إلى الرحمة والعدالة. وقال بوتين خلال لقاء في وقت متأخر مساء السبت مع عائلات الجنود الروس الذين لقوا حتفهم في أوكرانيا: «يدافع الكثيرون من رجالنا، الشجعان، الأبطال، المحاربين الروس، حتى الآن في هذا العيد، عن مصالح بلادنا حاملين السلاح».
وأظهرت لقطات للتلفزيون الرسمي الرئيس الروسي وهو يحضر مع عدد محدود من أفراد عائلات الجنود الذين قُتلوا قداسا في منتصف الليل في كنيسة صغيرة بمقر إقامته في نوفو أوجاريوفو قرب موسكو.
ولم يطلق بوتين العام الحالي دعوة إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا في العطلة التي يحتفل بها كثير من المسيحيين الأرثوذكس يومي السادس والسابع من يناير (كانون الثاني) مثل ما فعل العام الماضي.
وأمر بوتين الذي يستعد لانتخابات في مارس (آذار) المقبل، والذي بدأ يركز في خطاباته على القيم التقليدية والوحدة، الحكومة بأكملها بتقديم دعم أكبر لأسر الجنود القتلى. وفي تحيّة منفصلة نشرت على الموقع الإلكتروني للكرملين، دعا بوتين الروس إلى اتباع قيم «الخير والرحمة والعدالة الراسخة».