أخبار
يونيزاوا.. مدينة القلعة التاريخية لعشيرة أوسوغي المحاربة
ثروات العائلة
اشتهرت منطقة أوكيتاما في جنوب محافظة ياماغاتا منذ فترة طويلة بجمالها الطبيعي وزراعتها الوفيرة. وقد أغدقت الرحالة البريطانية الشهيرة إيزابيلا بيرد الثناء على المنطقة عندما زارتها خلال رحلتها عبر اليابان في عام 1878، واصفة إيّاها بـ ”أركاديا آسيوية“. واليوم، لا يزال الزوار ينجذبون إلى المناظر الطبيعية الخلابة التي تشمل حقول الأرز المتموجة، والقمة الشاهقة لجبل نيشيازوما، والمياه المتعرجة لنهر موغامي.
وقد ارتفعت أهمية أوكيتاما سياسيًا كمركز زراعي في أواخر حقبة هيآن (794–1185). ويقال أن المستوطنة الرئيسية، وهي مدينة قلعة يونيزاوا، قد تم إنشاؤها في القرن الثالث عشر، على الرغم من أن المنطقة لم تبدأ في الازدهار إلا في الجزء الأخير من حقبة موروماتشي (1333-1568).
وقد احتلت عشيرة داتى قوية النفوذ يونيزاوا لعدة قرون، بدءًا من عام 1380؛ ويقال إن داتى ماساموني (1567–1636)، الإقطاعي الأول الشهير لإقطاعية سينداي، قد ولد في أراضي القلعة. إلا أن عشيرة أوسوغي هي التي ارتبطت بتاريخ يونيزاوا اللاحق.
وأشهر أفراد العائلة، المحارب القوي أوسوغي كينشين (1530-1578)، الذي حكم مقاطعة إيتشيغو في ما يُعرف حاليًا بمحافظة نيغاتا. كما برز خليفته كاغيكاتسو (1556–1623) على الساحة، لكن النكسات المتلاحقة في ساحات المعارك أجبرته على التخلي عن طموحاته السياسية.
فبعد توليه مسؤولية العشيرة، تعرض كاغيكاتسو لضغوط من القوات الموالية لـ أودا نوبوناغا خلال حملة القائد الحربي لتوحيد البلاد. وبعد وفاة نوبوناغا في حادثة هونّوجي عام 1582، أصبح كاغيكاتسو جنرالًا مؤثرًا في عهد خليفة نوبوناغا، تويوتومي هيدييوشي. حيث أكسبته مشاركته في حصار هيدييوشي لـ أوداوارا وغزو شبه الجزيرة الكورية أن عُين سيدًا لمقاطعة آيزو الثرية. ومع ذلك، تغيرت حظوظه عندما وقف إلى جانب القوى الخاسرة في الفترة التي سبقت معركة سيكيغاهارا الحاسمة في عام 1600، وتم إبعاده على يد الشوغون توكوغاوا إيياسو إلى منطقة يونيزاوا الأصغر والأقل نفوذًا بكثير. وقد دخل كاغيكاتسو مدينة القلعة في عام 1601، ليبدأ حكم عشيرة أوسوغي على المقاطعة والذي سيستمر لنحو 270 عامًا.
معبد أوسوغي
ظلت قلعة يونيزاوا – المعروفة أيضًا باسم ˮماتسوغاساكي-جو“ – صامدة حتى عام 1873. وبعد وقت قصير من قيام حكومة ميجي الجديدة بإلغاء المقاطعات التقليدية واستبدالها بالمحافظات الحديثة، تم هدمها وتحويل الأراضي إلى متنزه ماتسوغاساكي. وفي وقت لاحق، تم بناء معبد أوسوغي على أرض موقع ˮهونمارو“ أو المجمع الرئيسي للقلعة، لتكريم أرواح كينشين وحاكم يونيزاوا التاسع، أوسوغي يوزان (1751-1822). وتم تعزيز مكانة المعبد في عام 1902 إلى مستوى يضمن له الدعم من وكالة البلاط الإمبراطوري، وهو الآن مخصص للمحارب كينشين فقط.
ويصل الزوار إلى المعبد عبر طريق ˮساندو“ مُعبد أو ˮمسار المصلين المقدس“الذي يمتد عبر خندق القلعة القديم ويمر بتمثال كينشين ومعالم تذكارية أخرى للمحارب قبل أن يتوغل في منطقة غابات صغيرة حيث كان يتواجد الحصن الرئيسي ذات يوم.
وقد تم تصميم القاعة الرئيسية للمعبد أو ما يطلق عليه ˮهودين“، التي تم بناؤها في عام 1923، من قبل المهندس المعماري الشهير إيتو تشوتا (1867–1954) وهو من سكان ياماغاتا الأصليين، والذي رسم أيضًا مخططات لمباني دينية مثل المعبد الشنتوي ميجي جينغو والمعبد البوذي تسوكيجي هونغانجي، وكلاهما في طوكيو. ويضم متحف المعبد ˮكيشودين“، بجوار الـ هودين، قطعًا أثرية تتعلق بتاريخ عشيرة أوسوغي، بما في ذلك درع الساموراي الخادم للمحارب كينشين ˮناؤي كانيتسوغو“ (1559–1620) وخوذته التي اشتهرت بقطعة أمامية مزينة بمقطع الكانجي (愛). آي)، بمعنى الحب.
ويجذب معبد أوسوغي مجموعة واسعة من أبناء الرعية لحضور مناسبات مثل ˮهاتسومودي“ (الزيارة الأولى في العام الجديد)، وحفلات الزفاف، ومباركة الأطفال حديثي الولادة (احتفال يعرف باسم ميياميري). ويأتي الزوار أيضًا للاستمتاع بالمناظر الطبيعية المحيطة، بما في ذلك حوالي 200 شجرة كرز تزهر كل ربيع.
معبد ماتسوغاساكي
موقع شنتوي آخر مرتبط بعشيرة أوسوغي هو معبد ماتسوغاساكي، الذي يقدس أرواح اثنين من أسياد الأسرة – يوزان وكاغيكاتسو – إضافة إلى ناؤي كانيتسوغو.
ولم يكن يوزان (1751-1822) معروفًا بمآثره في ساحات المعارك، كما كان الحال مع أسلافه، بل كان مهتمًا بالإصلاح المالي. وأصبح إقطاعي يونيزاوا في الجزء الأخير من حقبة إيدو (1603-1868)، حيث ورث منطقة كانت تعاني من ضائقة مالية شديدة، واتخذ تدابير تقشفية، وعزز التعليم من خلال إعادة فتح مدرسة العشيرة، المعروفة باسم ˮكوجوكان“، وعزز الصناعات الجديدة مثل إنتاج الحرير والمنسوجات. ويُعتقد أن نجاح هذه الجهود أنقذ المنطقة من أسوأ آثار للمجاعة الطويلة خلال حقبة تينمي (1781-1789) التي دمرت أجزاء من البلاد وأودت بحياة حوالي 900,000 شخص.
وقد صاغ ˮيوزان“ الذي كان يتمتع بحكمة ورجاحة عقل عددًا من الأقوال اليابانية الشهيرة التي لا يزال يُستشهد بها حتى يومنا هذا، بل إنها حازت على إعجاب الناس في الغرب – ويُزعم أن الرئيس الأمريكي جون إف كينيدي كان من بينهم – لدرجة أنه تم إدراج قصته ضمن خمس سير ذاتية مقدمة في عمل الكاتب أوتشيمورا كانزو الذي يحمل عنوان ˮدايهوتيكي“ (ترجمته: رجال ممثلين عن اليابان).
الأذواق المحلية
في جنوب متنزه ماتسوغاساكي في موقع مجمع ˮنينومارو“ القديم بالقلعة، يوجد بناء أوسوغي هاكوشاكو-تي، المقر السابق لأوسوغي موتشينوري، الإقطاعي الثالث عشر والأخير للإقطاعية، وهو البناء الذي تم إنشاؤه في الأصل في عام 1896، وقد دمرته النيران ولكن أعيد بناؤه في شكله الحالي في عام 1925. ويتميز البناء بجوانب معمارية متميزة مثل سقفه ذو الألواح النحاسية ومدخله المصمم بالكامل من أشجار الزيلكوفا، وتضفي الحديقة المشذبة المحيطة به مزيدًا من الجمال إلى الأجواء الأنيقة للموقع.
ويضم بيت هاكوشاكو-تي، المعروف أيضًا باسم قاعة أوسوغي التذكارية، مطعمًا حيث يمكن للضيوف تذوق الأطباق الشهية مثل لحم الواغيو المحلي ولحم بقر يونيزاوا، بالإضافة إلى وجبات في المتناول. وفي حملته خلال الإجراءات التقشفية على الإقطاعية، شجع يوزان السكان على الاقتصاد في استهلاكهم للأرز عن طريق إضافة أطعمة مثل النباتات البرية والخضروات إلى وجباتهم الغذائية خلال السنوات العجاف. حتى أنه قام بتوزيع تعليمات مكتوبة حول كيفية زراعة وتخزين هذه المواد، المعروفة باسم ˮكاتيمونو“، وكذلك إعداد الأطباق المرتبطة بها. وتتضمن القائمة في مطعم هاكوشاكو-تي عددًا من الأمثلة على المأكولات الريفية المصنوعة من مكونات مثل خضروات جبل سانساي والأسماك المحفوظة.
معلومات أساسية
- العنوان: 1-30-60 مارونوؤتشي، يونيزاوا، محافظة ياماغاتا
- طريقة الوصول: حوالي 10 دقائق بالسيارة من محطة يونيزاوا على خط قطار جي آر
- هاتف: 0238-21-5121
- ساعات العمل: من 11:00 صباحاً حتى 8:00 مساءً (بالحجز فقط بعد الساعة 2:30 ظهراً)
- مغلق كل ثاني ورابع أربعاء من الشهر (كل أربعاء من ديسمبر/ كانون الأول إلى مارس/ شباط)
- يمكن للزوار التجول في المبنى والأراضي مجانًا
المعالم السياحية القريبة: ضريح عشيرة أوسوغي
على مسافة قصيرة شمال شرق متنزه ماتسوغاساكي، وسط مجموعة من أشجار الأرز اليابانية القديمة، توجد قبور سادة يونيزاوا. والمرقد هو مكان دفن أول أحد عشر إقطاعي في الإقطاعية إضافة إلى المحارب كينشين، الذين تم نقل رفاتهم إلى الموقع من قلعة يونيزاوا عندما تم هدم الحصن. وتم تسجيل المكان كموقع تاريخي وطني في عام 1984.