أخبار

شوغاتسو … جذور تقليد الاحتفال بالعام الجديد في اليابان

ار سياحة وسفر اليابان في فيديو مانغا وأنيمي علوم وتكنولوجيا صور أشخاص تجارب وآراء سياسة اقتصاد مجتمع ثقافة لايف ستايل طوكيو إعلان اللغة اليابانية موسوعة اليابان هو وهي المطبخ الياباني

درجت العادة على أن تستمر احتفالات اليابان بالعام الجديد لثلاثة أيام، ينتهز فيها الكثير من الناس تلك العطلات الطويلة لزيارة العائلة أو تجديد العلاقات القديمة أو مجرد الاسترخاء في المنزل. وفي هذه المقالة يلقي خبير في الفولكلور الياباني والأدب الكلاسيكي نظرة على جذور هذه الممارسة العريقة.

اقرأ أيضاً

English 日本語 简体字 繁體字 Français Español العربية Русский

بات الاحتفال ببداية العام الجديد فعالية مهمة في جميع أنحاء العالم. وفي حين أن الكثير من البلدان تحدد 1 يناير/كانون الثاني كيوم عطلة رسمية، هناك في اليابان ”غانتان (يوم رأس السنة الجديدة)“ الذي يشير إلى اليوم الأول من احتفالات في الأيام الثلاثة الأولى من بداية العام والتي تعرف باسم شوغاتسو.

ترجع جذور تقاليد الاحتفال بالسنة الجديدة في اليابان إلى الصين التي كان لها تأثير كبير على المجتمعات المجاورة وذلك عبر نظام الكتابة بالكانجي والفلسفة الكونفوشيوسية والديانة البوذية ومجموعة أساسية من القواعد القانونية والأخلاقية. وقد ساعدت سلالة سوي على وجه الخصوص خلال القرنين السادس والسابع على نشر فكرة العام الجديد باعتبارها احتفالا مهما في أرجاء المجال الثقافي في شرق آسيا وخارجه.

كان العام الجديد في العالم الصيني وقتا يُنتظر فيه من الرعايا أن يعربوا عن احترامهم للإمبراطور الصيني، واعتبار من لا يقوم بذلك بمثابة من يقدم على عمل من أعمال التمرد ضد الحاكم. كان الرعايا يتوجهون نحو الشمال باتجاه المقر الإمبراطوري، ويقدمون تحيات العام الجديد إلى الإمبراطور الذي يرمز إليه بنجمة الشمال. في المقابل كان الإمبراطور يحدق نحو رعاياه المتجمعين في الجنوب، ولهذا السبب كانت القصور التقليدية مثل تلك الموجودة في تشانغآن عاصمة سلالة تانغ (618-907) والقصور الإمبراطورية في نارا وكيوتو وقلعة شوري في أوكيناوا وقصور الممالك الكورية المختلفة، كانت تشيد مع أفنية تتجه نحو الجنوب.

يطلق على حفل رأس السنة الجديدة ”تشوغا“ باللغة اليابانية، وكان يعقبه مأدبة كبيرة. كان القادة اليابانيون في عهد سلالة تانغ يعتبرون تلك الطقوس مهمة جدا لدرجة أنهم كانوا يوفدون مبعوثين عبر بحر شرق الصين في ذروة موسم الأعاصير من أجل تقديم الاحترام للإمبراطور الصيني والمشاركة في احتفالات العام الجديد.

ولكن اعتبارا من النصف الثاني من القرن السابع، بدأ مسؤولو البلاط الياباني إجراء تشوغا في اليابان. ثم انتشرت هذه التقاليد في نهاية المطاف إلى المقاطعات، وبدلا من تقديم طقوس الاحترام للسادة في الصين البعيدة، كان الممثلون الإقليميون للحكومة المركزية يتجهون نحو القصر الإمبراطوري في نارا أو كيوتو لتقديم تحيات العام الجديد إلى الإمبراطور الياباني، ثم تقام بعد ذلك الوليمة المعتادة.

تحيات السنة الجديدة

وصلت هذا الطقوس الموسمية مع مرور الوقت إلى القرى والأسر في جميع أنحاء اليابان. فقد كان أفراد المجتمعات يجتمعون في العام الجديد في منزل عمدة القرية، كما كان الأقارب يسافرون إلى منزل عميد عائلتهم لتقديم التحية والاستمتاع بالولائم. دأبت العادة على تنظيف المساكن جيدا استعدادا للاحتفالات ووضع زينة رأس السنة الجديدة. وكان من المعتاد أيضا أن يقدم المضيفون لضيوفهم مجموعة من الأطباق الخاصة بتلك الاحتفالات، وأن يحضر كلا الطرفين تلك المناسبة المهمة مرتدين ملابس رسمية.

على نحو تقليدي، السنة الجديدة هي الوقت الذي يجتمع فيه أفراد الأسرة معا (© بيكستا).

على نحو تقليدي، السنة الجديدة هي الوقت الذي يجتمع فيه أفراد الأسرة معا (© بيكستا).

وبهذا الشكل باتت احتفالات رأس السنة الجديدة أهم حدث سنوي في حياة الناس. وتحتفل اليابان حاليا بمناسبة شوغاتسو وفقا للتقويم الميلادي بدلا من الحساب القمري التقليدي، كما هو الحال في الصين وكوريا الجنوبية. ولكن بغض النظر عن اختلاف التوقيت وفق التقويمين، إلا أن السنة الجديدة في التوقيتين تكون عطلة طويلة وذروة وقت السفر حيث عادة ما يرجع الناس إلى مساقط رؤوسهم. وهذا يشكل تناقضا كبيرا مع الدول الغربية التي يكون فيها يوم رأس السنة الجديدة عادة نهاية فترة طويلة من عيد الميلاد وعطلات موسمية والعودة إلى العمل وفق المعتاد.

تُختتم مختارات مانيوشو من شعر واكا والتي تعد الأقدم في اليابان وجمعت في القرن الثامن، ببيت شعر من تأليف أوتومو نو ياكاموتشي يصف مأدبة رأس السنة الجديدة يحضرها حكام منطقة إينابا (حاليا جزءا من محافظة توتّوري). تم تعيين أوتومو من قبل البلاط الإمبراطوري حاكما للمقاطعة النائية في عام 758، وقد كتب القصيدة عند حضوره أول تشوغا له بعد توليه المنصب في فترة كانت تتساقط فيها الثلوج.

新しき 年の初めの

初春【はつはる】の 今日【けふ】降る雪の

いやしけ吉事【よごと】

أتمنى أن الأشياء المبهجة

تتراكم أكثر وأكثر

مثل أولى الثلوج

التي تسقط اليوم

مع بداية العام الجديد

يبقى أوتومو في المزاج الاحتفالي لهذا الموسم عبر النظر إلى تساقط الثلوج كمؤشر على الازدهار في العام المقبل. اليوم وبعد مرور 1300 عام على تدوين هذه القصيدة، لا تزال شوغاتسو في اليابان مناسبة خاصة لتجديد العلاقات والحصول على بداية ميمونة في العام الجديد.

(المقالة الأصلية منشورة باللغة اليابانية، الترجمة من الإنجليزية. صورة العنوان: © بيكستا)

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق